كوردلاند | مفكرون كُرد، أدب، شخصيات بارزة، تاريخ وثقافة كردية فاضل رسول: المفكر الكُردي الذي سبق زمنه واغتالته الكلمة

فاضل رسول: المفكر الكُردي الذي سبق زمنه واغتالته الكلمة

ولد فاضل رسول عام 1949 في مدينة السليمانية بإقليم كردستان. إلا أن ابن عمه، البروفيسور عزالدين مصطفى رسول، يعتقد أنه وُلد عام 1947. التحق فاضل في شبابه
الشاعر علي

فاضل رسول: مفكر كردي ناضل بالحوار والقلم


من هو فاضل رسول؟

ميلاد ونشأة مفكر كردي استثنائي
ولد فاضل رسول عام 1949 في مدينة السليمانية بإقليم كردستان. إلا أن ابن عمه، البروفيسور عزالدين مصطفى رسول، يعتقد أنه وُلد عام 1947. التحق فاضل في شبابه بالحزب الشيوعي العراقي ثم تركه ليشارك في تأسيس "وحدة القاعدة"، متأثراً بالفكر الماوي. منذ بداياته، عُرف فاضل بانحيازه لطبقة الفقراء وانتقاده الدائم للنخب السياسية التي اغتنت على حساب العامة.


فاضل رسول المفكر الكُردي الذي سبق زمنه واغتالته الكلمة


الانخراط في الحراك الكردي

من الحزب الشيوعي إلى تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني
بعد خروجه من الحزب الشيوعي، انضم فاضل للحركة الوطنية الكردية عبر الحزب الديمقراطي الكردستاني. وفي منتصف السبعينيات، ساهم في تأسيس نواة الاتحاد الوطني الكردستاني عقب تخرّجه من جامعة بغداد. لكن ما لبث أن غادر العمل الحزبي نهائيًا وكرّس نفسه للنشاط الفكري والثقافي.


الهجرة إلى أوروبا وبداية التحول الفكري

من النضال السياسي إلى الإبداع الأكاديمي في النمسا وألمانيا
لجأ فاضل رسول إلى أوروبا الغربية منتصف السبعينيات، حيث أقام في النمسا، وأكمل دراساته العليا في برلين، حاصلًا على دكتوراه في العلوم السياسية. أصبح أستاذاً في جامعة فيينا، وبدأ بتحليل التاريخ الكردي والشرق أوسطي من منظور تركيبي جديد، مركّزًا على التكوينات الثقافية والحضارية.


رؤية فكرية لقضايا القومية والدين

الحوار، الإسلام، والقضية الكردية في فكر فاضل
كان فاضل رسول يرى أن الإسلام لم يلغِ الهويات العرقية والدينية بل حافظ عليها. دعا إلى حوار حضاري بين مختلف التيارات الفكرية لحل القضايا القومية، خاصة الكردية، بطريقة سلمية. في عام 1989، جمع نخبة المفكرين العرب في القاهرة لحوار غير مسبوق، اعتُبر خطوة تأسيسية في بناء التفاهم الفكري بالمنطقة.


فكر استراتيجي حول تقسيم كردستان

قراءة معمّقة للمؤامرات الخارجية والصراعات الداخلية
رأى فاضل تقسيم كردستان كمؤامرة خارجية تهدف إلى استنزاف المنطقة. في مقاله "الإسلام والقومية" عام 1986، شدد على أن الأكراد حافظوا على هويتهم رغم الاضطهاد، وأن الحل يكمن في سلمية الطرح وليس بالانفصال المطلق. كما حذر من خطر الهيمنة الخارجية نتيجة الصراعات الداخلية.


رؤية فاضل لمسألة الدين والتطرف

بين التسامح الديني والانفتاح الفكري
كان فاضل من أشد الرافضين للتطرف الديني، واعتبر أن الدين الحقيقي يُعزّز الفطرة السليمة. من هذا المنطلق كتب عن المفكر علي شريعتي وسعى لتعميق مفهوم الوسطية والانفتاح، جامعاً بين الدنيا والآخرة دون انفصام أو تطرف. دعا لحوار فكري بين التيارات العلمانية والدينية والقومية بروح حضارية.


مأساة اغتيال فاضل رسول

الحوار الذي انتهى برصاص الغدر في فيينا
في يوليو 1989، اغتيل فاضل رسول خلال وساطته للحوار بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني والنظام الإيراني في فيينا. تعرض لإطلاق نار مع الدكتور عبدالرحمن قاسملو وآخرين، ليتحوّل الحوار إلى مأساة. كانت آخر كلماته: "لابد من الاتفاق قبل تغيّر الموازين الدولية."


مبادرات لإحياء ذكرى المفكر

محاولات لتكريم الإرث الثقافي لفاضل في كردستان
أُطلقت محاولات عديدة لإحياء ذكرى فاضل رسول، شملت مشاريع لإعادة طباعة مؤلفاته وإنشاء مركز فكري باسمه. رغم الدعم المعنوي من أصدقائه أمثال رضوان السيد ووجيه كوثراني، قوبلت هذه المبادرات بالتجاهل الرسمي وعدم تمويلها، وسط استخفاف بعض المسؤولين الذين لم يسمعوا به أصلاً.


موقف المؤسسات من تكريمه

لامبالاة سياسية تجاه مفكر بحجم فاضل رسول
رفضت وزارة الثقافة وحكومة إقليم كردستان تمويل مشروع إحياء ذكراه بحجة نقص الإمكانيات. حتى بعض المثقفين المحليين لم يعرفوا عنه شيئًا. المفارقة أن من عرفوه عن قرب يعتبرونه من أبرز مفكري الشرق، بينما يتم تهميشه في بلاده.


الجدول التالي يوضح أبرز محطات حياة فاضل رسول:

المرحلة الحدث السنة الملاحظات
الميلاد ولد في السليمانية 1949 (أو 1947) اختلاف في تواريخ الميلاد
الانتماء السياسي الأول انضم للحزب الشيوعي العراقي الستينيات تأثر بالفكر الماوي
التحول الفكري ترك العمل الحزبي منتصف السبعينيات ركز على الفكر والثقافة
التعليم نال الدكتوراه من برلين بعد 1975 تخصص في العلوم السياسية
النشاط الفكري أنشأ منبر الحوار 1980s منصة لحوار فكري حر
الوساطة السياسية وساطة فيينا بين الأكراد والإيرانيين 1989 اغتيل أثناءها
الوفاة اُغتيل في فيينا 13/7/1989 أثناء حوار المصالحة

خاتمة: "فاضل رسول… صوتٌ أُسكت، لكن فكرُهُ لا يزال يتردد"

فاضل رسول كان مفكراً سابقًا لعصره، تبنّى الحوار كقيمة عليا في زمنٍ طغت فيه البنادق على العقول. اغتياله لم يُنْهِ رسالته، بل زادها حضورًا في ضمائر من عرفوه ومن تعرّفوا عليه لاحقًا من خلال كتبه وأفكاره. أما التهميش الرسمي لشخصه في موطنه، فلن يُقلل من أثره، بل يزيد الحاجة للوفاء له بتكريم يليق به. لعل الأجيال القادمة تعيد الاعتبار لمن حمل همّها قبل أن تولد.



عن المؤلف

الشاعر علي
أنا علي، المعروف بلقب "الجنتل"، مدوّن محترف ومبرمج من مصر. أمتلك خبرة واسعة في كتابة المحتوى، وتحسين محركات البحث (SEO)، وتطوير البرمجيات، إلى جانب قدرتي على ابتكار حلول تقنية ذكية. أحرص دائمًا على تقديم محتوى رقمي فريد يجمع بين الإبداع و…

إرسال تعليق