كوردلاند | مفكرون كُرد، أدب، شخصيات بارزة، تاريخ وثقافة كردية لمحة تاريخية عن ملك كردستان: الشيخ السيد محمود الحفيد البرزنجي

لمحة تاريخية عن ملك كردستان: الشيخ السيد محمود الحفيد البرزنجي

الشيخ محمود الحفيد، المعروف أيضًا بلقب البرزنجي، هو أحد أبرز الشخصيات في تاريخ كردستان المعاصر. اسمه الكامل هو محمود بن سعيد بن محمد، وهو حفيد كاك أحم
الشاعر علي

لمحة تاريخية عن ملك كردستان: الشيخ السيد محمود الحفيد البرزنجي

النسب الشريف والبداية

الشيخ محمود الحفيد، المعروف أيضًا بلقب البرزنجي، هو أحد أبرز الشخصيات في تاريخ كردستان المعاصر. اسمه الكامل هو محمود بن سعيد بن محمد، وهو حفيد كاك أحمد، العالم الجليل الذي ترك بصمة واضحة في العلوم الشرعية، وكان له تأثير كبير على طلاب العلم، المعروفين في اللغة الكردية بـ"الفقیه".

لمحة تاريخية عن ملك كردستان: الشيخ السيد محمود الحفيد البرزنجي


ولد الشيخ محمود في مدينة السليمانية سنة 1881. وقد نشأ في بيت من بيوت العلم والدين، مما كان له دور كبير في تشكيل شخصيته القوية والحكيمة لاحقًا.

أصل الألقاب وتعدد الأسماء

حصل على لقب "الحفيد" لكونه حفيد كاك أحمد، كما نُسب إلى قرية "برزنجة" الواقعة شرق السليمانية، ولهذا اشتهر بلقب البرزنجي. أما في أشعاره، فكان يستخدم اسماً أدبياً هو "نور بخش"، وهو الاسم الذي عُرف به في الوسط الثقافي الكردي.

البيئة العائلية والمؤثرة

نشأ الشيخ محمود بين أفراد عائلته، وكانت والدته تُدعى آمنة خان، وهي من نسل السيد بابا رسول البرزنجي. أما إخوته فكانوا خمسة، بينهم أحمد، الذي استشهد مع والده سعيد في الموصل على يد جماعة الاتحاد والترقي عام 1909. كما فقد شقيقه حسن في معركة دربند بازيان خلال أول أيام عيد الأضحى، في ممر ضيق بين كركوك والسليمانية.

وكان له خمس شقيقات هن: حبيبة خان، فاطمة خان، حفصة خان، خديجة خان، وحلاوة خان. هؤلاء النساء كن جزءًا من محيطه العائلي الذي غُرس فيه حب العلم والدين.

التعليم المبكر والتكوين الثقافي

بدأ الشيخ محمود دراسة القرآن الكريم في سن السادسة. تلقى العلم على يد الأستاذ المعروف خواجة أفندي، وتعمّق في العلوم الدينية واللغات. أجاد الكردية لغته الأم، وتعلّم أيضًا العربية والفارسية والتركية بطلاقة.

ورث زعامة الطريقة القادرية عن والده الشهيد، وبرز في المجال الأدبي من خلال ديوان شعري كتبه بالكردية، مستخدمًا اسمه الأدبي نور بخش، مما جعله واحدًا من رموز الشعر الصوفي في كردستان.

السمات الشخصية والزواج

امتاز الشيخ محمود بشخصية قوية، وكان شديد العزيمة، عزيز النفس، ورِعًا، وصبورًا، كريمًا، وعالمًا محبوبًا لدى الناس. كما أنه كان لطيف الحديث، هادئ الطبع، ونادرًا ما يغضب.

تزوج مرتين. زوجته الأولى كانت بهية خان، التي أنجب منها ولدين هما الشيخ رؤوف والشيخ علي بابا، وبنتًا واحدة. ثم تزوج عائشة خان، أرملة أخيه الشهيد أحمد، وأنجب منها الشيخ لطيف.

كان محبًا للأدب ومجالس الشعراء، ورافق كبار الأدباء مثل بيرەمێرد وزێوەر.

لقاءات سياسية ومواقف بطولية

في عام 1904، رافق والده في زيارة إلى إسطنبول، حيث التقى بالسلطان عبد الحميد الثاني. كانت تلك الزيارة بداية لتكوينه السياسي المبكر.

بحلول عام 1910، تولى السيطرة على السليمانية وبعض أجزاء كردستان. ثم في سنة 1918، عُيِّن من قبل الإنكليز حاكمًا على السليمانية. لكنه لم يرضَ بهذا الدور المحدود، فبتاريخ 18 تشرين الثاني 1918، أعلن تشكيل حكومته الأولى ولقّب نفسه بملك جنوب كردستان.

معركة دربند بازيان والأسر

شهدت كردستان في 19 أيار 1919 واحدة من أكثر المعارك شراسة، عندما تصدى الملك محمود لقوات الاحتلال البريطاني في مضيق دربند بازيان. أصيب بجروح بالغة إثر إصابته برصاصتين في ظهره أثناء قيادته للمعركة بنفسه.

تم أسره من قبل الإنكليز، ونُفي إلى جزيرة أندامان في الهند مع مجموعة من رجاله. وظل هناك ثلاث سنوات حتى أعيد خوفًا من توسع النفوذ التركي.

العودة وتشكيل الحكومات

عاد الشيخ محمود إلى السليمانية بتاريخ 21 أيلول 1922. وبعد عودته مباشرة، أعاد تشكيل حكومته في 9 تشرين الأول من العام نفسه. ثم في تموز 1924، شكّل حكومته الثالثة في محاولة لبسط الاستقرار وإحياء الحلم الكردي.


جدول يوضح أبرز المحطات السياسية

المرحلة التاريخ الحدث الرئيسي
الحكم الأول 18 تشرين الثاني 1918 إعلان نفسه ملكًا على جنوب كردستان
العودة من النفي 21 أيلول 1922 استقبال شعبي حافل وبدء تشكيل الحكومة الثانية
الحكم الثالث تموز 1924 محاولة جديدة لإرساء الدولة الكردية المستقلة

رحيل أسطورة كردستان

توفي الشيخ محمود الحفيد في 9 أيلول سنة 1956، بعد حياة مليئة بالنضال والكفاح من أجل استقلال كردستان. ترك خلفه إرثًا من القيادة والكرامة والنزاهة والروح الوطنية، ولا يزال يُذكر حتى اليوم كرمز من رموز الأمة الكردية.


خاتمة: اسمك محفور في قلوبنا

الشيخ محمود ماكانش مجرد حاكم، كان صوت للأمل، رمز للكرامة، ورجل علم ودين قبل ما يكون ملك. كان شايل هم شعبه، وقلبه عمره ما خان كوردستان، لا في عزّه ولا في محنته. اسمه لسه منور في قلوبنا، وذكراه باقية مهما مر الزمن.



عن المؤلف

الشاعر علي
أنا علي، المعروف بلقب "الجنتل"، مدوّن محترف ومبرمج من مصر. أمتلك خبرة واسعة في كتابة المحتوى، وتحسين محركات البحث (SEO)، وتطوير البرمجيات، إلى جانب قدرتي على ابتكار حلول تقنية ذكية. أحرص دائمًا على تقديم محتوى رقمي فريد يجمع بين الإبداع و…

Post a Comment